الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ. أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا. ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا. فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا. وَعِنَبًا وَقَضْبًا. وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا. وَحَدَائِقَ غُلْبًا. وَفَاكِهَةً وَأَبًّا. مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} تلك هي نشأة هذا الإنسان .. فهلا نظر إلى طعامه وطعام أنعامه في هذه الرحلة ؟ وهي شيء واحد من أشياء يسرها له خالقه ؟
( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) .. ألصق شيء به ، وأقرب شيء إليه ، وألزم شيء له .. لينظر إلى قصته العجيبة اليسيرة ، فإن يسرها ينسيه ما فيها من العجب . وهي معجزة كمعجزة خلقه ونشأته .
( إنا صببنا الماء صبا ) .. وصب الماء في صورة المطر حقيقة يعرفها كل إنسان في كل بيئة ، وفي أية درجة كان من درجات المعرفة والتجربة . فهي حقيقة يخاطب بها كل إنسان .. ولا يزعم أحد أنه أنشأ هذا الماء في أي صورة من صوره ، وفي أي تاريخ لحدوثه ؛ ولا أنه صبه على الأرض صبا ، لتسير قصة الطعام في هذا الطريق !
( ثم شققنا الأرض شقا ) .. وهذه هي المرحلة التالية لصب الماء .. وهي معجزة يراها كل من يتأمل انبثاق النبتة من التربة ؛ ويحس من ورائه انطلاق القوة الخفية الكامنة في النبتة الرخية .
( فأنبتنا فيها حبا ) .. وهو يشمل جميع الحبوب . ما يأكله الناس في أية صورة من صوره ، وما يتغذى به الحيوان في كل حالة من حالاته .
( وعنبا وقضبا ) .. والعنب معروف . والقضب هو كل ما يؤكل رطبا غضا من الخضر التي تقطع مرة بعد أخرى .. ( وزيتونا ونخلا . وحدائق غلبا . وفاكهة وأبا ) .. والزيتون والنخل معروفان لكل عربي والحدائق جمع حديقة ، وهي البساتين ذات الأشجار المثمرة المسورة بحوائط تحميها . و ( غلبا ) جمع غلباء . أي ضخمة عظيمة ملتفة الأشجار . والفاكهة من ثمار الحدائق و "الأب" أغلب الظن أنه الذي ترعاه الأنعام .
هذه هي قصة الطعام . كلها من إبداع اليد التي أبدعت الإنسان .. هذه هي القصة التي أخرجتها يد القدرة : ( متاعا لكم ولأنعامكم ) .. إلى حين ينتهي فيه هذا المتاع ؛ الذي قدره الله حين قدر الحياة . ثم يكون بعد ذلك أمر آخر يعقب المتاع . أمر يجدر بالإنسان أن يتدبره قبل أن يجيء .
المزيد |